خبراء الغذاء والتلوث بالأمم المتحدة: ضرورة المبيدات لإطعام الجوعى مجرّد “خرافة”
تقرير جديد، عُرض على مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يوم الأربعاء، إنتقد بشدّة الشركات العالمية المصنّعة للمبيدات متّهمًا إياها بإنكار أضرارها و التسويق لها بشكل غير الأخلاقي إضافة لممارسة الضغط على الحكومات بغرض عرقلة الإصلاحات و شلّ القيود العالمية المتعلقة بها.
“المبيدات الحشرية لها “آثار كارثية على البيئة وصحة الإنسان والمجتمع ككل، بما في ذلك ما يقدر بنحو 200،000 حالة وفاة سنويًّا جراء التسمم الحاد”.
يُضيف المؤلفون: “لقد حان الوقت لإحراز تقدّم عالمي بهدف الإنتقال نحو غذاء و إنتاج زراعي أكثر أمناً وصحة.”
وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو): “نحن قادرون على إطعام 9 مليار نسمة اليوم أي بزيادة 2 مليار عن عدد السكان الحالي، الإنتاج يتزايد بالتأكيد، ولكن المشكلة تكمن في الفقر وعدم المساواة و التوزيع “.
“باسكوت تونكاك” المقرِّر الخاص بالأمم المتحدة حول المواد السامة و هو أحد المشاركين في إعداد التقرير يقول: “الأبحاث العلمية تؤكد الآثار السلبية للمبيدات، مما يثبت وجود صلة وثيقة بين التعرض لها و الأمراض التي تصيب الإنسان و الأضرار على النظام البيئي و بالتالي يُشكل تحديًا كبيرًا تفاقم من خلال الإنكار الممنهج لما سبق و التسويق اللاأخلاقي للمبيدات من طرف الشركات.”
وفقًا لـ “هلال إلفر” المقرِّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحق في الغذاء أن استخدام المزيد من المبيدات لا علاقة له بالقضاء على الجوع بل يهدف لمزيد من النشاط الزراعي”.
و تُضيف: “بعض الدول المتقدمة تملك أنظمة “قوية جدًا” تجاه المبيدات مثل الإتحاد الأوروبي، و الذي يعمل بمبدأ الحيطة و الحذر.
في عام 2013، حظر الاتحاد الأوروبي استخدام مبيدات “نيونيكوتينويد” على المحاصيل المزهرة كونها تضر بالنحل، و هي خطوة عارضتها بشدة شركات المبيدات.”
“رغم أن المستهلكين في البلدان المتقدمة عادةً ما يكونون محميّين بشكل أفضل من المبيدات، إلا أن عمال المزارع ليسوا كذلك غالبًا.
في الولايات المتحدة، 90% منهم لا يحملون الوثائق مما يحرمهم الحماية القانونية والتأمين الصحي و يُعرضهم لأخطار استخدام المبيدات.”
لكن المتحدث باسم جمعية حماية المحاصيل، التي تُمثل مصانع المبيدات في المملكة المتحدة يقول: “غياب وسائل الحماية، يمكن أن يُلحق الضرر بما يصل إلى 80٪ من محاصيل المزارعين إضافةً لانتشار الأمراض و الأعشاب و الحشرات الضارة”.
“المبيدات تلعب دورًا رئيسيًا في ضمان الحصول على إمدادات غذائية صحية وآمنة، وبأسعار معقولة وموثوق بها”
و وجد التقرير أن 35٪ فقط من البلدان النامية لديها رقابة على المبيدات و رغم ذلك ليست صارمة في التطبيق.
كما ذكر أن التعرض المزمن للمبيدات الحشرية تم ربطه بالسرطان والزهايمر و الشلل الرعاشي و اضطراب الهرمونات، و اضطرابات النمو والعقم.
و سلط الضوء أيضًا على المخاطر التي يتعرض لها الأطفال جراء التلوث بالمبيدات من المواد الغذائية، و شمل ذلك 23 حالة وفاة في الهند في عام 2013 و 39 في الصين في عام 2014.
فوق هذا، أشارت دراسات الحكومة الصينية مؤخرًا أن التلوث الناجم عن المبيدات يمنع إستمرار الزراعة على حوالي 20٪ من الأراضي الصالحة للزراعة.
حسب التقرير فإن الشركات غالبًا ما تستخدم مصطلح” سوء الإستخدام” لإلقاء اللوم على مستعملي المبيدات. لكن من الواضح أن مسؤولية حماية المستخدمين تقع على عاتق الشركات المصنّعة للمبيدات.
“نحن بحاجة إلى معاهدة عالمية لتنظيم استخدام المبيدات الحشرية، والإنتقال إلى الأساليب المستدامة مثل الطرق الطبيعية و الدورة الزراعية، فضلاً عن تشجيع الأغذية المنتجة عضويًّا”.
https://www.theguardian.com/environment/2017/mar/07/un-experts-denounce-myth-pesticides-are-necessary-to-feed-the-world