اللقاح في نظر النباتيين، الجوانب الصحية والبيئية للقاح كورونا وغيرها
سنأخذكم برحلة فريدة تعرض اللقاح في نظر النباتيين، من كتابة الدكتور النباتي المعروف ويل توتل.
تأتي كلمة “التلقيح” “vaccination” التي نستخدمها اليوم من الجذر اللاتيني “vacca” والتي تعني “البقرة” والكلمة الاشتقاقيّة “vaccinia“والتي تشير إلى مرض جدري البقر cowpox disease. وقد قام العالم إدوارد جينير Edward Jenner من إنكلترا بتطوير هذا المصطلح في عام 1798 ليصف إجرائه بأخذ القيح من أذيات الأشخاص المصابين بجدري البقر، وحقنه في الأشخاص الأصحاء. وكانت نظريّته أنَّ هذه سيساعد في وقايتهم من الإصابة بالجُدري smallpox، وقد انتشر إجراءه وتطوّر منذ ذلك الحين، حتى أصبح يعتبر السلاح الأول في المعركة المستمرّة والمُربحة ضد ديسيليونات (1033) “الجراثيم” التي تعيش داخلنا وحولنا طيلة الوقت.
ولا تزال حقيقة ما إذا كان هناك أي فعالية للقاح بموضوع مثير للجدل حتى الآن، وتحت ظلّ المناخ الحالي المشحون والمليء بالقطبيّة، قلّة من تتجرّأ على مناقشة نظريّة اللّقاح على العلن، أو نظرية الجراثيم الأكثر شموليّة المتضمّنة لنظرية اللقاح. والآن أن نفهم مصدر وأهميّة الروايات الطبيّة السائدة أمر حرج أكثر من أي وقت مضى. وإلا سنجد أنفسنا نستمر بالتضاؤل لنصبح ماشية طبّيّة مُستهلكة.

وكما قد ناقشت بشكل وافر في كتبي ومقالاتي، فإن الصميم الحي والغير مرئي عمليّاً لحضارتنا مبنيُّ على الزراعة الحيوانيّة، إذ أنّا كلنا نعيش في مجتمع مبنيّ على الحيوانات إذ تتم فيه صناعة وحوسبة الرعاية المستمرّة لمليارات الحيوانات الداجنة، والتي يتم إخفاء الجزء الأعظم منها عن ناظرينا.
ولقد تمّ بالاستناد على الرواية الراسخة والمتعصّبة بوقاحة للتفوق البشري المطلق إنشاء صناعات هائلة تربح من الكمّ الهائل من الاستغلال اللاأخلاقي والغير ضروري للحيوان، والذي لا يعرف حدود أو نقاط توقف. مما أدى إلى انفصالنا نحن البشر بشكل كامل تقريباً عن الحيوانات والطبيعة. وقد كان لهذه المباعدة نتائج كارثية، ليس فقط على صحتنا الجسديّة، بل وعلى البيئة والصحّة الاجتماعيّة والنفسيّة والروحيّة كذلك
في فالواقع، وبينما يدرّ سوء معاملتنا لملايين الحيوانات يوميّاً واستهلاكنا لها ثروات هائلة للشركات الكبرى القائمة على الأغذيّة الحيوانيّة مثل سميث فيلد Smithfield، كرجيل Cargill، ومكدونالد McDonald، فإنها تجلب أيضاً ثروات هائلة للجملة الكيميائيّة الصيدلانيّة الطبّيّة، المعتمدة اعتماداً ماسّاً أيضاً على الآثار الربحيّة للزراعة الحيوانيّة بشكل أكبر.
أما هامش الربح بالنسبة للصناعات الغذائيّة، فإنه أكثر ضيقاً، فأنّه وبسبب حاجة الناس للأكل، تتنوّع هذه الشركات وتحقق أرباحاً أكثر من الغذاء النباتي بالإضافة للحيواني.
وفي المقابل وعلى النقيض للصناعات الغذائيّة ذات الاستمراريّة الدائمة، نجد أن الصناعات الدوائيّة تحتاج إلى سيل مستمر من الأناس المرضى المعتمدين على منتجاتها، ونجد أن هوامش أرباحها أعلى كثيراً من تلك الغذائيّة، مما يجعلها ليس مجرّد المنظّمة الربحيّة الأكثر فساداً وانتهاكات من بين كل الصناعات، بل والمنظّمة الأكثر معارضة للنباتيّة. إذ أنّها تجني أرباحاً وفيرة من الأكثر من العشرة آلاف صنف من الأدوية، والهرمونات، والمضادّات الحيويّة، والمركبات الكيميائيّة الأخرى التي تُعطى يوميّاً لمليارات الحيوانات المسجونة والمسخّرة والمستغلّة في إنتاج اللّحوم والألبان والبيض. ناهيك عن مليارات الدولارات الإضافيّة من الأدوية المباعة للأشخاص الذين يستهلكون هذه الأغذية السّامة وبالتالي يصبحون بحاجة للمعالجة من السرطان، والسّكّري، وأمراض القلب، والبدانة، وأمراض الكبد، والتهاب المفاصل، والعديد من الانعكاسات الجّسديّة والنّفسيّة الأخرى المرتبطة بالحمية الغذائيّة عالية الاعتماد على الأغذية الحيوانيّة.
وبامتلاكها مثل هذه الأرباح الهائلة، فإن الفارما الكبرى تقوم بشراء المناهج الطبّيّة وتتحكّم بها. إذ أنّ أسوأ كوابيسها هو أن يسود عالم من النباتيين الذين يتحمّلون مسؤوليّة الحفاظ على صحّتهم، وبذلك يكونون بحاجة قليلة لمنتجاتهم السّامة. فمثلاً لم نشتري لا أنا ولا زوجتي أي شيء من متاجر الأدوية لأي حالة طبّيّة مهما كانت لما يزيد عن 45 سنة، ويمكنك أن تعثر بسهولة على الكثير من أمثالنا.
وكذلك تنفق الفارما الكبرى مالاً أكثر من أي صناعة أخرى في الضغط على الفيدراليات أو الاتّحادات، وعلى حكومات الولايات والحكومات المحلّيّة والعلاقات العامة والإعلان والترويج، وعلى الحملات “الخيريّة” كذلك، بهدف السيطرة المطلقة على السياسات الحكوميّة والتعليم الطبّي للعلماء والأطباء والممرّضين والحكايات الإعلاميّة والحوار الشعبي.
وهي تزرع الخوف بمختلف أشكاله، وتزدهر بشكل أعظمي حين يكون الناس مضغوطين وتعساء ومنفصلين عن ذواتهم وعمن حولهم، وعندما يكونون معرّضين لطيف واسع من السموم الكيميائيّة والمعلومات المزيّفة، وغير قادرين على اتّخاذ المسؤوليّة الفعّالة لصحّتهم الجسديّة والعقليّة والروحيّة.
وتقوم الفارما العظمى كذلك بتخصيب الأكاذيب بعناية، مثل النظريّة الجرثوميّة، والتي تضمن لها ألّا يقوم الأشخاص بتفسير واستيعاب المرض على النحو المثالي، أي ألا يرونه على أنّه ردّة فعل الجسد المذهلة في الشفاء الذاتي وتنظيف ذاته، بل على أنّه هجوم ما يدعى بالأعداد الغفيرة من الأعداء الغير مرئيين، والذين يهدّدونا باستمرار ويحاولون إيذاءنا.
لا يمكن أن يخطر على بال المرء بسهولة أي حكاية أكثر سمّيّة أو أكثر تعجيزاً وسلباً للطاقة من النظريّة الجرثوميّة، إذ تتناسب مثل هذه النظريات بشكل مثالي مع ازدهار الزراعة الحيوانيّة ومع أساس ثقافتنا حيوانيّة التوجّه. فنحن أنفسنا القتلة المجهولين لمليارات الحيوانات والمتسبّبين بمعاناتها. ويبرّر مثل هذا العار الموجود عميقاً بأنفسنا والخوف ولا مبالاتنا وخدرنا النفسي تجاه العنف الفظيع لطقوس طعامنا اليوميّة بشكل مثالي بعقلية “الضحيّة،” أي أن نرى أنفسنا في حرب مستمرّة مع الطبيعة والحيوانات ومع شبكة الحياة التي نحن حقيقة جزء لا يتجزّأ منها.
ولا يمكن أن يوجد شيء أكثر مأساويّة أو ضرراً من هذا. فالحقيقة أن شبكة الحياة هذه من ميكروبات وفيروسات، هي الأساس المقدّس عينه لوجودنا وحياتنا، فهي من تجعل الحياة ممكنة.
ورغم هذا لا تزال هذه الحكاية الصيدلانيّة الطبّية الكيميائيّة والدّاعمة لمصالح مربّي الحيوانات مستمرّة بتحويل القداسة والنعمة إلى عنف، والفرح إلى خوف، والحياة إلى موت، والصّحّة إلى مرض، والسّلام والتناغم إلى حرب.

وهذه هي الطريقة الربحيّة والتي تسخّر لأقلّيّة من البشر أن تراكم ثروات هائلة على حساب البشريّة والحيوانات والأنظمة البيئيّة والأجيال المستقبليّة. فكما أنَّ آخر شيء في العالم يتمنّاه البنتاغون هو السلام، فيعمل باستمرار على زيادة النزاعات والتوتّر في العالم لتعزيز حاجته المتصوّرة للتمويل، فكذلك آخر شيء يتمنّاه المركّب الطبّي الصيدلاني هو أشخاص أصحّاء.
ويقوم هذا المركب كذلك بتدعيم روايته المبنيّة على الخوف باستمرار عبر وسائل الإعلام الرئيسيّة التي تتحكّم بها بالكامل. وهو يعمل كذلك مع شركاء، مثل الشركات الزراعيّة الكُبرى، والغذائيّة والإعلاميّة والكيميائيّة الكبرى، ومراكز ومؤسسات شهيرة مثل: مركز مكافحة الأمراض CDC، منظّمة الصحّة العالميّة WHO، معاهد الصحّة الوطنيّة NIH، التحالف العالمي للتلقيح والتمنيع GAVI، مؤسّسة بيل ومليندا جيتس Bill & Melinda Gates Foundation، مؤسّسة الروكيفلر Rockefeller Foundation، الويل كوم ترست Wellcome Trust، والكثير غيرهم من المؤسّسات “الخيريّة” و “التعليميّة”، لزيادة قوّتها وسيطرتها عبر التّحكم بقصّة الواقع.
ولا تكتفِ الفارما الكبرى بالأدوية وحسب، بل هي تتاجر أيضاً بالكيماويّات، وبالتالي هي فرع من الصناعة البتروكيماويّة، المعتمدة أيضاً على الزراعة الحيوانيّة لتحقيق الأرباح.
فمثلاً، أقرّت الأكاديمية الوطنيّة للعلوم National Academy of Sciences أنّنا إذا تحوّلنا من النمط الغذائي الأمريكي التقليدي، إلى النظام الغذائي النباتي، فإن كمّيّة الأراضي المطلوبة لإطعامنا ستتقلّص لحوالي الـ 10% إلى الـ 15% بالمئة من الّتي نستخدمها حاليّاً. وهذا يعني أن نسبة 85% بالمئة من الأراضي الزراعيّة التي يتمّ الآن تغريقها بالمبيدات الحشريّة والعشبيّة والأسمدة الكيماويّة، يمكن أن تتحوّل لتصبح غابات أو مراعٍ ومروج، مؤمّنة بذلك الحاجّة الماسّة لموطن للحياة البرّيّة ومؤدّية لتعافٍ هائل للأنظمة البيئيّة: من أنهار، ومياه الجوفيّة، ومحيطات، وهواء، وما إلى هنالك، مما سيعني انخفاض فوري لـ 85% من كمّيّة المسرطنات والمواد الكيميائيّة التي ينتهي بها المطاف في مياهنا وهوائنا وطعامنا وأجسادنا، وبالتالي انخفاض هائل في كمّيّة الأدوية الكيميائية الصيدلانيّة السّامة التي سنبتلعها أو نحقنها في أجسامنا.
وبالذهاب أبعد وتولّي المسؤوليّة عن صحّتنا، وتناولنا للطعام العضوي النباتي والكامل فقط غير الخاضع لعمليّات المعالجة، فإنّنا سنستطيع بسهولة أن نحدّ أكثر من استهلاكنا للمواد الكيميائيّة المؤذية والضّارّة، ونرفع أكثر من مستوى صحّتنا، ونخفّض بشكل كبير من الثروات والقوّة الهائلة التي في متناول الجملة الصيدلانيّة الكيماويّة الطبّيّة، ومن قدرتها الرّهيبة والمؤذية في السيطرة على حديثنا اليومي الّذي يصب في صالح تعظيمها.
(يفضّل أن تكون الأطعمة التي نتناولها مزروعة منزليّاً، أو أن نشتريها من متاجر محلّيّة أو من المجمّعات التعاونيّة.)
وكناشط نباتي لما يزيد عن الأربعين سنة، فقد كان واضحاً لي ومنذ مدّة طويلة أن أكبر صناعتين تعارض بشكل قاسٍ حرّيّة الحيوانات هما الصيدلانيّة الطبّيّة والكيماويّة.
إن كلا هاتين الصناعتين تدمّر مصدر الصحّة والحياة الضروري لنا ولكل الحياة: وهي مجتمع الكائنات الحيّة الدقيقة أو كما يسمّى: المكروبيوم microbiome. حيث يتمّ تدمير إفساد هذه الجملة في التربة عبر المبيدات الحشريّة والعشبيّة والفطريّة والأسمدة الكيماويّة.
واستقرار هذه السموم في الطعام والماء والهواء يدمّر كذلك مجتمع الكائنات الحيّة الدقيقة الموجود في أمعائنا، والذي يُدمَّر أيضاً من قبل الصادات الحيويّة والأدوية الصيدلانيّة.
ولم نبدأ إلّا في السنوات الأخيرة بفهم الأهمّيّة الحاسمة لتلك الميكروبيوم الموجودة في التربة وأجسامنا لصحّتنا الجسديّة والعقليّة، ولكنّه بالطبع يتمّ تغطية وقمع هذه المعلومات وتجاهلها من قبل الصناعة الصيدلانيّة الكيماويّة القائمة على التخويف والتهويل والتهديد بالدعاية لنظريّتها الجرثوميّة، مفزعة إيانا لنظنّ أن هذه الكائنات الحيّة تهديد فظيع لصحّتنا، وبذلك يمكنهم أن يبيعوا وينشروا المزيد من السموم الكيماوية في بيئتنا الخارجيّة والداخليّة، مؤمّنة أرباح أكثر لها من الأمراض والتربة المُستهلكة والمسمّمة.

ولا يقتصر دور الزراعة الحيوانيّة على الأضرار البيئيّة والبدنيّة، بل هي تبرز أسوأ ما فينا كذلك، كأشخاص وكجماعات. فهي تجبرنا على تقسية قلوبنا والنظر لأشكال الحياة الأخرى على أنها مجرّد سلع. وترسم النهاية المادّيّة الحتميّة لحضارتنا وتخفّض من مرتبة الحيوانات والطبيعة وحتّى نحن أنفسنا لمجرد سلع مادّيّة تجاريّة.
وكما قد ناقشت مطوّلاً في كتابي نظام السلام العالمي الغذائي The World Peace Diet فقد كانت الزراعة الحيوانيّة القوة المحرّكة الخفيّة خلف أكثر مزايا حضارتنا شيوعاً: وهي سيطرة النّخبة الثريّة على الأغلبيّة العظمى؛ نشوء المؤسّستان المتنافستان للحرب والسلام؛ السيطرة على الجانب الأنثوي المقدّس واستغلاله؛ وصعود الهيكلة القطبيّة المؤسّساتيّة للقوّة التي تتحكّم وتتغذّى وتتطفّل على المؤسّسات الاقتصاديّة والسياسيّة والأسريّة والتعليميّة والعلميّة والدينيّة.
وقد تشكّلت هذه المؤسّسات لتؤمّن الحصانة لأصحاب الثروة من المسؤوليّة. وكل هذه الأشياء كانت مجرّد نتائج حتميّة لتدجين الحيوانات على مدى عدّة قرون.
وأهم ثلاث أبعاد للزراعة الحيوانيّة هي: استعباد الحيوانات، وقتلهم، والاعتداء عليهم جنسيّاً: عبر تحبيلهم واستمناءهم عنوة، وقتل صغارهم.
وإن الحدود الفظيعة التي بلغتها البشرية عندما بدأنا بتدجين الحيوانات تطلّبت منّا نحن البشر أن نخدّر ونستغني عن مشاعرنا الطبيعيّة بالتعاطف، وننفصل عن ذكائنا الفطري والحكمة والأخلاق، وأن نحيك حكايات متقنة عن التفوّق والامتياز الربّاني والديني لجنس الإنسان وصناعة التبريرات العلميّة من كل الأنواع.
وكلّ ذلك كان مجرّد محاولات يائسة لتجنّب تحمّل المسؤوليّة عن أعمالنا الفظيعة تجاه الكائنات الأخرى التي لها حياة واهتمامات ثمينة بالنسبة لها بقدر أهمّيّة حياتنا وشؤوننا بالنسبة لنا.
والآن وقد بتنا نرى كيف يتم استغلال الحيوانات والبيئة بشكل أوضح وقد اكتملت الحلقة. فإنّا نستطيع أن نرى أن مثل هذه الشركات، التي أنشأتها ثقافة تربية الحيوان لتفادي المسؤوليّة عن استغلالها الفظيع والقاسي ــ للحيوانات والطبيعة والإنسانيّة ــ، أنّها تعالمنا الآن نحن البشر أكثر فأكثر على أنّا مجرّد ماشية.
ولمّا فشلنا في اتخاذ زمام المسؤوليّة عن طعامنا وصحّتنا وتعليمنا وعلاقاتنا، وحتّى ذكاءنا ومعلوماتنا، وقمنا بتسليم كل هذه المسؤوليّات للمؤسّسات الماليّة والطّبّيّة والإعلاميّة والحكوميّة الفاسدة، فإنّنا اليوم نُستَعبد كما كنّا ولا زلنا نَستَعبِد الماشيّة.
وهذه هي المشكلة الفظيعة التي تواجهنا اليوم، والتي هي أحد أعظم النعم كذلك. وأنا متفائل بأن هناك أعداداً أكثر من البشر يبدأون بإدراك هذه الحقيقة: أنّ كلَّ ما نزرعه في معاملتنا للحيوانات، نحصده في حياتنا كبشر.
لقد كنت أناشد لعدّة عقود للآن، أنّنا إذا ما استمرّينا بسجن، وصيد الحيوانات، وإعطائها الأدوية عنوة واستغلالها وإساءة معاملتها، فإنّا نخلق الظروف المناسبة لنفس الشيء لكي يتجسّد باستمرار في حياتنا كبشر.
وأن مثل هذه الجملة الصيدلانية الطبّيّة البتروكيماويّة وأولئك ممن يديروها وينظرون للبشريّة على أنّها مجرّد ماشية حيّة ليتمَّ استغلالها هم وبمعنى آخر معلّمينا الأفاضل، عبر كشفهم لنا قوّة التشابه بيننا وبين الحيوانات عندما نسيء معاملة المليارات منها بلا ضرورة.

وعندما نختزل هذه الكائنات النفيسة التي نقول عنها ماشية مثلاّ لمجرّد مقتنيات حيّة، فإنّا نختزل أنفسنا كذلك لمجرّد ماشية أو مقتنيات حيّة بلا أيّ غاية عدا أن تُستَغلّ كأشياء مادّيّة.
هناك مستقبل باهر من الحرّيّة والصّحّة والتناغم ينادينا وينتظرنا في كلّ دقيقة. وهو لا يتطلّب أكثر من أن نطرح التساؤلات على الحكايا الرسميّة الساعية للتخويف والسيطرة، ونتوجّه لحكمتنا الداخليّة وتعاطفنا مع الآخرين، ونبجّل طبيعتنا الحقيقيّة عبر احترام من هم تحت رحمتنا.
ومن المهمّ وبشكل قاطع أن نعمل كلّنا على تحرير الحيوانات ونعمّق الفهم لفكرة النباتيّة التي تساعدنا على حرق كلّ أوشحة الخداع والتضليل التي توضع باستمرار على أعيننا، وأن نقوم بأفضل ما بوسعنا لمشاركة المعرفة مع الآخرين.
إن الحياة النباتيّة ترفض أن تمتثل لثقافة اضطهاد الحيوانات السارية، وهذا يجب أن يتضمّن الحيوانات البشريّة كذلك. لذلك فإن الصمت تواطؤ، والمضيُّ بالعيش بنفس الطريقة تواطؤ كذلك.
فقط عبر حرية وتحرير الحيوانات من كونهم ماشية، سنمتلك الأساس الصلب لحرّيّتنا الخاصّة، والقدرة على أن ننقذ الحقيقة من فيض الدعاية الإعلامية التخويفيّة والتي تحوّلنا لحيوانات تجربة للّقاح.
ومع مثل هذه البصيرة، سنستطيع استعادة قوّتنا الحقيقيّة وبذلك نستطيع إيقاف توسّع عمليّة تلقيح البشريّة والتي ستستعبدنا نحن وأطفالنا.
لقد سمعنا النداء لاستعادة حكمتنا الروحيّة الفرديّة والجماعيّة والتي تحترم قدسيّة الحياة والوعي الخالد الذي يحيينا كلّنا، لذا فلنزدهر في حياتنا البشريّة بالحبّ واللّطف والانسجام وفهم طبيعتنا الحقيقيّة.

شكراً على قولكم نعم لهذا التحدّي الضخم، وعلى بذل الجهد لتجسيد وتحقيق هذا التحوّل الإيجابي المطلوب خلال هذه الحرب الغير مسبوقة على البشريّة وكلّ أشكال الحياة.
إن مأزقنا ليس إلّا نتيجة لسوء معاملتنا للحيوانات، ونحن بالطّبع لدينا القوّة لتحرير أنفسنا عبر تحريرهم، وفعل أفضل ما يمكننا لتحقيق السلام، وجعل الرحمة التي نتوق لرؤيتها تسود في عالمنا.
كتابة الدكتور الرائع ويل توتل Dr. Will Tuttle
ترجمة حيان السغبيني
رابط المقال بالانكليزي:
http://www.worldpeacediet.com/2021/08/the-vacca-cination-of-humanity/